mercredi 23 juin 2010

ألبير ميمي: تونس تحتفي بفولتيرها


ألبير ميمي: تونس تحتفي بفولتيرها

سفيان الشورابي


هل يحق لنا أن نلقِّب ألبير ميمي بـ«فولتير التونسي»؟ فلسفة الأنوار التي دعت إلى العقلانية والتسامح في زمن كانت الحروب الدينية تمزّق القارة العجوز، هل تجد صداها في مؤلفات هذا الكاتب اليهودي ـــــ العربي؟ «كرسي بن علي لحوار الحضارات» كرّم أخيراً المفكر التونسي، من خلال تنظيم مجموعة لقاءات ومعارض ونقاشات وتوقيعات كتب في تونس العاصمة. جاء البرنامج التكريمي مناسبة لاستعادة رحلة امتدّت أربعة عقود، بحثاً عن معالم الهويّة اليهوديّة Judaité. ألبير ميمي (1920)، الذي نشأ في مناخ تأسس على فكرة مقاومة الاستعمار الفرنسي، وتأثر بالنظريات التنويرية خلال دراسته الفلسفة في جامعة «السوربون»، لم يؤمن يوماً، خلافاً لبعض معاصريه، بالمشروع الصهيوني. الانتماء الديني ـــــ القومي ليهود العالم إلى إسرائيل لم يستهوه يوماً. أن «تكون يهودياً (مثلما يكون آخرون فرنسيين أو عرباً أو نساءً) ليس بخيار، إنما هو خيار دخيل مسقط ـــــ سواء كان مقبولاً أو مرفوضاً ـــــ يفرض نفسه بالقوة»، يقول. وعي الفرد ليهوديته لا يتأسس من منطلق إيماني/ اعتقادي صرف فحسب، كما يذكّرنا هذا المفكّر النقدي، بل تفرضه أيضاً مناخات ثقافية معادية للسامية. ألم يعدّ جون بول سارتر مناهضة السامية الخطيئة الكبرى التي صبغت تاريخ اليهود منذ الأزل؟ وهذا العامل الخارجي اللصيق ببيئات دينية وثقافية متحفّزة لرفض اليهودي، هي التي كانت سبباً في أن ينغلق اليهود في «غيتوات» طائفية يصنعونها بأنفسهم، قبل أن يحيطهم بها «الآخر المختلف». بالنسبة إلى ألبير ميمي، فإنّ «الدين ليس سوى البديل من الفراغ، حيث إن الإنسان الذي يعاني من فراغ روحي في حياته يخاف من العدم الذي يذكّر بالموت». صاحب «العنصريّة» (1994) دعا إلى علمانيّة مؤسساتية ـــــ دستورية تقطع مع الفلسفات الشمولية. وانطلاقاً من إيمانه بأنّ «العيش بسلام» يفترض في رأيه استيعاب الاختلاف، فإنّ الجدران الفكرية والدينية والأخلاقية التي تفصل بين أتباع الديانات كانت في نظره من الدعامات الأساسيّة للاستعمار. من هنا يعتقد ميمي أنّ الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي لن يجد طريقه نحو الحل إلا عبر التخلص من عناصر الاختلاف، على رأسها أن يتخلى اليهود نهائياً عن فكرة «إسرائيل الكبرى». وهي أمنية دفعت المفكّر إلى الانخراط في العمل السلمي الذي يشترط رفض الاحتلال الإسرائيلي ويطالب بدولة فلسطينية فعليّة وبحق عودة اللاجئين.

1 commentaire:

Unknown a dit…

لم يؤمن يوماً، خلافاً لبعض معاصريه، بالمشروع الصهيوني

Dans un entretien, en évoquant son superbe essai "Portrait du colonié" (précédé du portrait du colonisateur et préfacé par Sartre), Memmi fait une exception pour Israël en disant que le sionisme n'est pas un mouvement de colonisation mais un mouvement de "libération nationale". Il a très tôt reconnu l'existence d'Israël, comme de nombreux socialistes français (parce qu'il a la nationalité française).