lundi 27 décembre 2010
samedi 25 décembre 2010
فيديو: مسيرة احتجاج تضامنا مع سيدي بوزيد
mercredi 22 décembre 2010
mardi 21 décembre 2010
lundi 20 décembre 2010
تسجيل صوتي: حوار بين فيصل ونجيب وسفيان بخصوص أحداث سيدي بوزيد
dimanche 19 décembre 2010
samedi 18 décembre 2010
Vidéo: Le rappeur "Psyco M" s'excuse poour les propos de se son clip MANIPULATION
vendredi 17 décembre 2010
حوار صوتي بين نجيب وسفيان بخصوص الفرقعة التي أحدثتها أغنية "مانوبيلاسيون" لـ"بسي كو أم
jeudi 16 décembre 2010
lundi 6 décembre 2010
مسيرة اتحاد الشغل بمناسبة ذكرى اغتيال فرحات حشاد بطحاء محمد علي-
mercredi 6 octobre 2010
فيديو: حقيقة ما يحدث يمنطقة الهوارب بالقيروان
حقيقة ما يحدث يمنطقة الهوارب بالقيروان
jeudi 23 septembre 2010
فضيحة: جريدة "الصحافة" تنشر خطأ صورة لعلي بن سالم المعارض والمغضوب عليه عوض علي بن سالم الرسام الراحل
وهذا علي بن سالم المعارض (المحاصر من طرف البوليس في الصورة أسفله) من مواليد 5 جوان 1930 ، أصيل مدينة بنزرت شارك في تأسيس فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان سنة 1981 ،وهو أيضاً عضو مؤسس للمجلس الوطني للحريات و عضو مؤسس ونائب رئيس للجمعية التونسية لمناهضة التعذيب ، وودادية قدماء المقاومين ، رفع قضية ضد من يثبت البحث تورطه بعد محاولة إغتياله من قبل رجال الأمن سنة २००२
mercredi 22 septembre 2010
jeudi 19 août 2010
فيديو: حقيقة ما حدث في بن قردان
لم استطع تصوير شهادات أخرى نتيجة مراقبة ومتابعة أفراد الشرطة لي، كما اني اعتمدت على آلة تصوير رقمية لتسجيل هذه اللقطات
lundi 9 août 2010
حجب مدونة للمرة الثامنة على التوالي
بعد نشر مقطع فيديو في اطار المرحلة الرابعة من حملة المطالبة بالغاء الرقابة الالكترونية "سيب صالح 4" السلطات التونسية تقوم بحجب وصنصرة مدونتي، وذلك لمرة الثامنة
dimanche 8 août 2010
Opération سيب صالح 4
كتابة عبارة: "الى عمار 404 سيب صالح" على العملات والنقود الورقية التونسية
vendredi 6 août 2010
غريب: اتحاد الشغل في تونس يدعو الى منع تشغيل الأجانب
lundi 19 juillet 2010
زملاؤه يرفعون الصوت كلّنا: الفاهم بوكدوس
زملاؤه يرفعون الصوت كلّنا: الفاهم بوكدوس
وجّه عدد من الصحافيين والإعلاميين التونسيين رسالةً مفتوحةً من أجل إطلاق سراح الفاهم بوكدوس. وكان الصحافي التونسي قد حُكم عليه بالسجن أربع سنوات بعد بثه تقاريرَ عن الاحتجاجات التي وقعت عام 2008 ضد البطالة وارتفاع كلفة المعيشة في محافظة قفصة (راجع «الأخبار»، عدد 13 تموز/ يوليو 2010).
وجاء في الرسالة التي وقّعها الإعلاميون: «عرفتَ السجون التونسية وأنتَ يافع لمّا احتضنتك أقبيتها عندما كنت فتى في الكلية مستأسداً من أجل بضعة أحلام وردية مشحونة بحماسة شباب متقد. وها أنت تعود إليها اليوم كهلاً بعدما اعتقدتَ أنك خبرت الحياة ومطياتها. لكنّ الفاسدين فيها لم يتغيّروا، ولم يقتنعوا بأنّ البلاد تتسع للجميع، الصالح منهم والطالح. هكذا، اتهموك بتشكيل العصابات وتعكير «صفو» الوطن والاعتداء على الأشخاص والأملاك العامة! نخالك الآن تتلوى فوق سرير مهترئ. ينتفض صدرك ألماً وأسى. يخنقونك بعدما كمّموا صوتك الذي عهدناه مجلجلاً آتياً من أسفل قاع دهاليز مناجم الفسفاط في قفصة إلى شاشة التلفزيون، ونحن جالسون على أريكة فاخرة، أفضلنا قال: برافو على هذا المجهود الإعلامي يا بوكدوس!». وتابعت الرسالة: «ها أنت تسترجع أيام سجنك الأولى، وتتساءل عمّا تغيّر بمرور الزمن؟ ربما التقيتَ أحد خلانك هناك الذين لم يتمّ مدة حبسه، أو أحد الحراس الذين يقضون أكثر أيام عمرهم خلف القضبان، ليسألوك عن سبب عودتك. فماذا عساك تردّ؟ تجيبهم: «يريدون قتلي بعدما عجزوا عن كم فمي. الأقدار الأرضية منها والسماوية هي التي تتصرف في مستقبلي، هكذا أرادوا». ولكن هيهات يا بودكوس! مصيرك أنت الذي صنعته: لقد انحنيت أمام ضميرك وركعت أمام مبدئك. فخيراً
فعلت. العسس لم يكونوا راضين. راقبوك، حاصروك، هدّدوك. ولما أتموا نسج شبكتهم، ها هم يطبقون عليك ويمصّون دمك. لكن، وإن خمد صوتك لسنوات معدودة، فإنّ هناك أكثر من فاهم بوكدوس، أنجبتهم هذه التربة الخصبة. إنّنا، الصحافيين التونسيين الموقعين أدناه، نطالب بإطلاق سراح زميلنا الصحافي التونسي الفاهم بوكدوس نظراً إلى حالته الصحية الحرجة، وبسبب اتهامه باطلاً بأعمال لم يرتكبها. ونستغل احتفال البلاد بعيد الجمهورية يوم 25 تموز (يوليو) لكي تكون مناسبة لإخلاء سبيله. الصحافي الفاهم بوكودس، لمن لم يصله النبأ، حُكم عليه بالحبس مدة أربع سنوات على إثر نشره تقارير تلفزيونية عرضتها قناة «الحوار التونسي» الفضائية المعارضة التي تبث خارج تونس، وتتعلق بتظاهرات قام بها محتجون في جنوب البلاد من أجل تحسين وضعهم الاجتماعي. تلك التحركات أفرزت سجن العشرات قبل أن يُفرج عنهم، وقتيلين مدنيين برصاص قوات مكافحة الشغب».
ومن بين الموقّعين على البيان: سفيان الشورابي (الأخبار)، أمل البجاوي (وكالة تونس أفريقيا للأنباء)، أسماء سحبون (الشروق)، محمد بوعود (الوحدة)، زياد الهاني (الصحافة)، صبري الزغيدي (الشعب)، توفيق العياشي (الطريق الجديد)، محمد سفينة (الوحدة)، أيمن الرزقي (قناة الحوار التونسي)، ناجي البغوري (الصحافة)، نزهة بن محمد (راديو 6)، ناجي الخشناوي (الشعب) زهير لطيف، هندة العرفاوي، عايدة الهيشري، جمال العرفاوي.
samedi 10 juillet 2010
رسالة مفتوحة من الصحافي الفاهم بوكدوس إلى الرأي العام
10-جويلية 2010
لاشك أن الجميع على إطلاع بما عشته وأعيشه طيلة الأسبوع المنقضي، إذ رغم تعرّضي لأزمة ربو حادة فرضت عليّ الإقامة في المستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة منذ يوم الجمعة 03 جويلية 2010، فان محكمة الاستئناف بقفصة أبت إلا أن تصدر حكمها ضدي والقاضي ب 4 سنوات سجنا رغم تقدم محامي بشهادة إقامة في المستشفى وهو خرق قانوني خطير ومس من احد أركان المحاكمة العادلة، بالتوازي مع ذلك يحاصر غرفتي بقسم الأمراض الصدرية بالمستشفى المذكور عدد من أعوان البوليس الذين حاولوا أكثر من مرة التأثير على الإطار الطبي من أجل إخراجي من المستشفى، وهم يتربصون الآن من أجل الزج بي في السجن حال مغادرتي .
إنني إذ أتوجه للرأي العام المحلي والدولي وفي مقدمته الجسم الصحفي الذي أتشرف بالانتماء إليه،فكي يكونوا على بيّنة من وضعيتي التي تنذر بخطر محدق، خطر جدي لا مفتعل، إنني لا أذيع سرا حين أقول إن مرض الربو يلازمني منذ أكثر من 20 سنة وهو من النوع الحاد وهو في مرحلة متقدمة جدا، وأن أزماته المتتابعة أنهكت بدني وأضعفت قدرته على التحمل، هذا البدن الذي تعود على التدخلات العاجلة وجرعات من العقاقير لن تتوفر في حال الرمي بي في السجن، إن التعفن الذي طال الرئتين وانسداد قنوات التنفس يؤدي بصفة حتمية إلى نقص نسب الأوكسجين في الدماغ مما يفقدني الوعي ويدخلني في غيبوبة مما يستدعي التعجيل بالتنفس الاصطناعي الذي ساهم ويساهم في إنقاذي من موت محقق. إن الزج بي في عنابر السجن التي أعرفها جيدا سيضاعف معاناتي ويعقد وضعي الصحي وهو وضع عشته سابقا،فالسجن ليس إلا رديفا للاكتظاظ والأوساخ والرطوبة وكثرة المدخنين وضيق التنفس (للجميع) خاصة في أشهر الصيف القائضة، فضلا عن خضوع المتابعة الصحية التي يمكن أن أتلقاها إلى تدخل إدارة السجن زيادة على بطئها وعدم جديتها وجدواها في أغلب الأحيان.إن ذهابي لمثل هكذا وضع وفي مثل حالتي هذه لن يكون إلا حكما عليّ بالموت.
إنني إذ أتوجه إليكم بهذا النداء،فإنني أحمل السلطة التونسية كامل مسؤوليتها فيما يمكن أن أتعرّض له من تعكرات حتمية، فانا خارج من المستشفى ذاهب إلى السجن/الموت.
إنني حين اخترت مهنة الصحافة، فقد اخترت صف الكلمة الحرة والنظيفة والمنحازة للحقيقة ، وأنا أعرف جيدا الضريبة المفروضة على من اختار هذا النهج، وأنا لن أكون أقل جرأة وشجاعة ممن سبقني في هذا الدرب، فلن تربكني الأحكام الجائرة ولن أتخلف عن تقديم الضريبة ولو كانت حياتي،فلتكن حياتي ثمنا فداءا للحرية والديمقراطية.
مراسل قناة الحوار التونسي وموقع البديل الالكتروني
المستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة
dimanche 27 juin 2010
إلى السيد النائب محمد صخر الماطري
إلى السيد محمد صخر الماطري
نائب الأمة بمجلس النواب
سيدي النائب تحية وبعد،
لقد استطعتم بلوغ عضوية مجلس النواب خلال الانتخابات التشريعية سنة 2009 عن قائمة حزب التجمع الدستوري الديمقراطي. ومن هذا الموقع، وحسب ما ينص عليه الدستور التونسي من كونكم ممثلين للأمة جمعاء، أي للشعب التونسي، فأني أرسل إليكم هذا الخطاب عسى أن يجد لديكم كل الاهتمام والإحاطة.
تناقلت وسائل الإعلام التونسي مؤخرا تقريرا يتحدث عن أنه في تونس يبلغ عدد مستعملو شبكة الانترنت حوالي 3 مليون و590 ألف مستعمل، أي ثلث التونسيين. وهو إن دل على شيء فإنه يدل على قدرة المجتمع التونسي ورغبته في التلاؤم مع عصره ومواكبة التغيرات الحضارية في العالم، حتى لا يبقى متخلفا عن مواكبتها. وإن أسجل هذا التطور الهام والذي لا يخفي دور الحكومة التونسية في تحقيقه، فإن ذلك لا يخفي بتاتا النقص أو العورة التي من شأنها أن تقلص من هذا الانجاز. فجيد أن بلغ عدد الحواسيب 1 مليون و250 ألف حاسوب في شهر ماي 2010 وهو ما يساوي معدل 21.9 حاسوب لكل 100 ساكن، ولكن ما فائدة ذلك إن بقينا في وضع استهلاك التطورات التكنولوجية وتقبل الثورة المعلوماتية دون القدرة على التأثير فيها وإلصاق بصمتنا التونسية في المتغيرات الإعلامية الحديثة؟
ذلك أن الصنصرة المنهجية والحجب الشامل لمواقع ومدونات الكترونية ينجزها ويملكها تونسيون، من المفروض ان تكون أنتم بصفتكم تلك ممثلين عنها داخل المؤسسة التشريعية، يتم غلقها وحجبها دون مبرر قانوني أو شرعي.
حيث تقوم مصالح مختصة بشكل دوري بعمليات حجب طالت المئات من المواقع الالكترونية، في انتهاك واضح وصريح لـ:
* الفصل 8 من الدستور التونسي الذي جاء فيه أن "حرية الفكر والتعبير والصحافة والنشر والاجتماع وتأسيس الجمعيات مضمونة وتمارس حسبما يضبطه القانون". وكذلك الفصل 9 منه الذي ورد فيه أن: "حرمة المسكن وسرية المراسلة وحماية المعطيات الشخصية مضمونة إلا في الحالات الاستثنائية التي يضبطها القانون ".
* القرار عدد 59 أ الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلستها الأولى سنة 1964 الذي ينص على أن "حرية الوصول إلى المعلومات حق أساسي للإنسان، وأنها محك جميع الحقوق التي كرست الأمم المتحدة لها نفسها"
* الفصل 1 من القانون الأساسي المتعلق بحماية المعطيات الشخصية (وهنا يخص الأمر بحجب الصفحات الشخصية لتونسيين على الموقع الاجتماعي "الفايسبوك"): لكل شخص الحق في حماية المعطيات الشخصية المتعلقة بحياته الخاصة باعتبارها من الحقوق الأساسية المضمونة بالدستور ولا يمكن أن تقع معالجتها إلا في إطار الشفافية والأمانة واحترام كرامة الإنسان وفقا لمقتضيات هذا القانون". والفصل 18 منه الذي ينص على أنه" كل شخص يقوم بنفسه أو بواسطة الغير بمعالجة المعطيات الشخصية ملزم إزاء الأطراف المعنية بأن يتخذ جميع الاحتياطات اللازمة للمحافظة على أمان المعطيات ومنع الغير من تعديلها أو الإضرار بها أو الإطلاع عليها دون إذن صاحبها".
في الختام، وإذا أنا مؤمن أن هذه الرسالة وغيرها من الرسائل الموجهة إلى زملائكم بمجلس النواب الموقر لن تحرك فيكم أية ساكنة، ولن تجد لها أي صدى في أشغال برلمانكم على اعتبار أن حزبكم منذ استقلال البلاد كان يعادي حرية الرأي والتعبير، ولا نخاله في ظل الظرف السياسي المعاش حاليا، أنه سيقوم بتغيير هذه السياسة، فإني أردت أن أؤكد لكم أن وعي جزء محترم التونسيين، الذي من المفروض أن تكونوا أنتم أحد ممثليهم، بحقهم في الوصول إلى المعلومة قد تنامى وتزايد، وأن زمن الخوف ولى وانتهى، وأنهم لن يتوقفوا عن المطالبة بإلغاء الرقابة والحجب الالكترونية ما لم تتوقف السلطات المختصة عن القيام بذلك.
مع جزيل الشكر على سعة الصدر وعلى تقبلكم هذه الرسالة
سفيان الشورابي- صحافي ومدوّن
رقم بطاقة التعريف الوطنية: 06397767
تونس في 27 جوان 2010
mercredi 23 juin 2010
ألبير ميمي: تونس تحتفي بفولتيرها
ألبير ميمي: تونس تحتفي بفولتيرها
سفيان الشورابي
هل يحق لنا أن نلقِّب ألبير ميمي بـ«فولتير التونسي»؟ فلسفة الأنوار التي دعت إلى العقلانية والتسامح في زمن كانت الحروب الدينية تمزّق القارة العجوز، هل تجد صداها في مؤلفات هذا الكاتب اليهودي ـــــ العربي؟ «كرسي بن علي لحوار الحضارات» كرّم أخيراً المفكر التونسي، من خلال تنظيم مجموعة لقاءات ومعارض ونقاشات وتوقيعات كتب في تونس العاصمة. جاء البرنامج التكريمي مناسبة لاستعادة رحلة امتدّت أربعة عقود، بحثاً عن معالم الهويّة اليهوديّة Judaité. ألبير ميمي (1920)، الذي نشأ في مناخ تأسس على فكرة مقاومة الاستعمار الفرنسي، وتأثر بالنظريات التنويرية خلال دراسته الفلسفة في جامعة «السوربون»، لم يؤمن يوماً، خلافاً لبعض معاصريه، بالمشروع الصهيوني. الانتماء الديني ـــــ القومي ليهود العالم إلى إسرائيل لم يستهوه يوماً. أن «تكون يهودياً (مثلما يكون آخرون فرنسيين أو عرباً أو نساءً) ليس بخيار، إنما هو خيار دخيل مسقط ـــــ سواء كان مقبولاً أو مرفوضاً ـــــ يفرض نفسه بالقوة»، يقول. وعي الفرد ليهوديته لا يتأسس من منطلق إيماني/ اعتقادي صرف فحسب، كما يذكّرنا هذا المفكّر النقدي، بل تفرضه أيضاً مناخات ثقافية معادية للسامية. ألم يعدّ جون بول سارتر مناهضة السامية الخطيئة الكبرى التي صبغت تاريخ اليهود منذ الأزل؟ وهذا العامل الخارجي اللصيق ببيئات دينية وثقافية متحفّزة لرفض اليهودي، هي التي كانت سبباً في أن ينغلق اليهود في «غيتوات» طائفية يصنعونها بأنفسهم، قبل أن يحيطهم بها «الآخر المختلف». بالنسبة إلى ألبير ميمي، فإنّ «الدين ليس سوى البديل من الفراغ، حيث إن الإنسان الذي يعاني من فراغ روحي في حياته يخاف من العدم الذي يذكّر بالموت». صاحب «العنصريّة» (1994) دعا إلى علمانيّة مؤسساتية ـــــ دستورية تقطع مع الفلسفات الشمولية. وانطلاقاً من إيمانه بأنّ «العيش بسلام» يفترض في رأيه استيعاب الاختلاف، فإنّ الجدران الفكرية والدينية والأخلاقية التي تفصل بين أتباع الديانات كانت في نظره من الدعامات الأساسيّة للاستعمار. من هنا يعتقد ميمي أنّ الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي لن يجد طريقه نحو الحل إلا عبر التخلص من عناصر الاختلاف، على رأسها أن يتخلى اليهود نهائياً عن فكرة «إسرائيل الكبرى». وهي أمنية دفعت المفكّر إلى الانخراط في العمل السلمي الذي يشترط رفض الاحتلال الإسرائيلي ويطالب بدولة فلسطينية فعليّة وبحق عودة اللاجئين.
vendredi 18 juin 2010
كتاب: الأصولية الدينية ما تزال إلى اليوم تغري الكثيرين
كتاب
أوهام الإسلام السياسي- عبد الوهاب المؤدب
الأصولية الدينية ما تزال إلى اليوم تغري الكثيرين
سفيان الشورابي
ما الذي يجعل الآلاف من المسلمين يعبّرون عن ابتهاجهم لسقوط ضحايا برجي نيويورك في شهر سبتمبر 2001؟ وإذا كان لجماعة "القاعدة" أهدافهم للانطلاق بطائرتهم فماذا دار في خلد المتعاطفين مع عملياتهم؟ هذان السؤالان حاول التونسي عبد الوهاب المؤدب الإجابة عنهما في كتابه
لا شك أن الإيديولوجية المغلقة التي تقوم على الثوابت الجامدة تنتج لا محالة العنف؛ عنف مروجي تلك الإيديولوجية وعنف الرافضين لها. وطبيعي أن يكون لأصحاب نظريات "نهاية التاريخ" جيوبا معادية لهم. "القاعدة" لم تكن حركة أصولية تنهل من تأويلات ضيقة للدين الإسلامي لتحقيق الخلاص فحسب، وإنما هي جبهة جمعت المتضررين –إيديولوجيا على الأقل، نظرا لأن جزء منهم يعد مستفيدا من غنائم النظام العالم اجتماعيا- للإعلان العصيان على "أمركة" العالم، حتى لو أخذ الأمر شكل صراع ديني.
مستعملا أدوات الحفر الانتروبولوجية، متخليا عن المسائل ذات الاتجاه الميتافيزيقي، ومتفاديا الجدالات الفقهية كان ذلك أسلوب عبد الوهاب المؤدب لفهم وتفسير ظاهرة "القاعدة" وجماعتها. فبسط العوامل الذاتية والموضوعية، وغاص في الجذور التاريخية التي ولّدت شخصا قادرا على الضغط على زر قنبلة موجودة بين أحشائه. مهمة صعبة خاصة أن قسما كبيرا من تاريخ الإسلام جرى "في أجواء الحروب الأهلية المستعرة"، ومن العادي أن تنعكس أجواء القتالات على مواقف وأطروحات مفكري الإسلام وفقهائه، الذين سطع من بينهم -والحقيقة تقال- علماء ومستنيرين لم يكونوا في تلك الصورة لو لم يتشبعوا بفكر الآخر.
إلا أن اللغز المثير، هو لماذا خفت صوت ابن رشد الآن في وجه القراءات المتعصبة لبن تيمية؟ هناك فشل المشروح التحديثي في القرن 18، فعندما كانت أوربا تتخلص من ارث قرون الانحطاط كان محمد عبد الوهاب، في نفس ذلك العصر، يجاهد لإعادة أتباعه إلى نمط حياة "السلف"! ربما "التراجع في مجال التجارة الدولية خصوصا بعد الغزوات الصليبية والمغولية" هي التي أعاقت تطور المنطقة حضاريا، لكن هل النظرة الاقتصادوية هي المعرقل الوحيد لتقدم الحضارة؟ "فإذا أخذنا في الاعتبار العلوم والتطور التقني وحالة الفنون في آن واحد، يمكن القول أن الحضارة الإسلامية كانت مساوية لما تحقق في الحقبة البارونية والكلاسيكية ومتكافئة على صعيد الفكر بين ما تحقق في الإسلام في القرن 11 و 12 أو 13 وبين ما أنجز في القرن 17 في أوربا". فما الذي حصل؟ الأوربيون نظروا إلينا والى خصوصيتنا نظرة الند للند ونحن تعاملنا معهم بمنطق الانبهار السلبي أو الرفض المطلق.
لا ننسى أن أوربا القرن 18 لا تزال تعاني من ويلات الحروب الدينية. إلا أنها تخلصت من براثنها بعد أن جذّر الفكر العقلاني وجوبية تحييد المجال العام من تدخل الدين ورجالاته في وعي الأوربيين. وهو ما لم يحدث في أرض "الإسلام"، وحتى بعض المحاولات "الحداثية" ارتدت بسرعة نتيجة تخوفها من إحداث القطيعة المعرفية مع الأفكار السابقة. لا علاقة للمسألة بعدم وجود "مؤسسة دينية" تنطق بإسم الدين في الإسلام لرفض المسار الأوربي في العلمنة، فإذا كان ذلك صحيحا نظريا إلا أن الواقع يثبت أن رجال الدين في الإسلام لهم سلطة معنوية هامة في الشأن السياسي.
الأصولية الدينية ما تزال إلى اليوم تغري الكثيرين، ليس فقط لقدرة خطابها على تبسيط التحاليل واستنباط حلول ممكنة عمليا، وإنما –وهو الأخطر- كونها مسنودة الآن من طرف القوى المهيمنة فكريا. فـ"هناك جزء من مبادئهم قد اعتمدها الإسلام الرسمي، إذ في حرب الكلمات رأت الدولة أنه يجب أن تنتزع من الأصوليين الحجة القائلة بعدم تطبيقها المعايير الإسلامية في المجتمع. وها هي "تطمس جميع معالم الحداثة الأوربية لمصلحة إعادة إنتاج الرموز الإسلامية (متكيفة مع مشهد مديني غارق في الأمركة)، وأكثر المظاهر جلاء وإثارة للجدل هو تحجب المرأة".